قراءة في كتاب "روح التفلسف" لحمو النقاري كتبت الملخص أ. سامية مرابطين.

فعاليات الندوة

في إطار برنامجها السنوي العلمي، سلسلة قراءات ومتابعات فلسفية، عقدت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية مكتب ولاية سطيف بالتعاون مع  جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2، ندوة علمية : قراءة في كتاب روح التفلسف لحموا لنقاري من تنشيط أستاذة المنطق سامية مرابطين بقاعة المناقشات جامعة سطيف2. وهذا ملخصها الذي كتبته الأستاذة الفاضلة .

    يعتبر حمو النقاري(1951م-) من أبرز المفكرين الذين برزوا في هذه الآونة الأخيرة في ميدان الفكر الفلسفي العربي والمغربي تحديدا،وهو باعتراف الكثير  يعتبر باحثا معاصرا بامتياز،حيث تثير كتاباته شهية الكثير من الأقلام الباحثة خاصة في مجال المنطق والتداولية،ومن بينها كتاب 'روح التفلسف' الذي بين أيدينا،والذي استشكلنا فيه جملة من المسائل منها:  ما المقصود بروح التفلسف؟وماهي شروط التفلسف الصحيح؟وإلى أي مدى تمكن النقاري من تأثيل أدوات التفلسف الصحيح في المجال التداولي العربي باستخدام الآليات الفرانكفونية الغربية؟

   يعتبر هذا الكتاب بمثابة محاولة لكشف الستار أو اللثام عن الآلية المنهجية التي يقوم عليها فعل التفلسف ،ومن ثمة كيفية قيام النظريات الفلسفية،وكأني به يمارس حفرا أركيولوجيا دلاليا للأسس والأصول الفعلية لممارسة فعل التفلسف،كون هذا الفعل فعل أثر وتأثير يمارسه العقلاء وهو مايستلزم ضرورة التعريف بأدواته والميكانيزمات الممكنة له لإحياء روح الفلسفة،ولأن هذي الروح تنبع بشكل أصيل من مجال الأدبيات الغربية عموما والفرانكفونية بشكل خاص فقد كان اختيار النقاري لها مقصودا كونها تناولت بالدرس والفحص مناهج التفلسف باستخدام في ذلك العديد من المفاهيم الإجرائية.

   ولقد اعتبر حمو النقاري كتابه هذا بمثابة مدخل لأمور ستأتي فيما بعد،معتبرا إياه أنه خالي من كل إشارة إلى أي مرجع أو أي عالم،لأنه يقدّم في نظره مجموعة من المفاتيح التي نجد لها التطبيقات المختلفة في الفكر الغربي ولم يعد يُقبل في الفكر العربي المعاصر،وهذا من أجل تبيان تطبيق هذه الأمور المشروعة والمعنوية في الساحة الفلسفية الغربية،لكنه لم يقل عند البعض من أبناء جلدتنا حين تمارس هذه الآليات،ومن هنا لابد للأخذ بها،لذا فإن الهدف الأول كما يقول"أجدد القول بهذه الآليات وتقديمها في بنيتها المنهجية المنطقية".

  إن توظيف هذه الآليات التي تكمن فيها العقلانية الفلسفية والتي تم توظيفها وإعلامها هي من تعطي للتفلسف حريته وحياته وحيويته ولا يعترض ضدها أي أحد،وهي موجودة في نصوص كبار الفلاسفة أمثال كانط وهيدغر،وهذا ما يعطينا-يقول النقاري-المبرر العاقل لكي نمارس في مقلادنا "نموذجنا-براديغمنا" الخاص بواسطة هذه الآليات .

   ويعتقد حمو النقاري أن التعامل العربي مع النصوص الفلسفية الفرانكفونية يميل إلى نوع من التناقض مثل أن نقرأ نصا فلسفيا لديكارت في القرنين 16و17م نحلل مفاهيمه باستخدام معجم القرن العشرين دون معجم القرن 16و17 وهذا من الأمور المضحكة،فإنا أخذنا نموذج interoger فهذا يعني عند الكثير التساؤل وليس هذا هو الأصل في الفلسفة وليس هو المقصود.

   كما يبرر حمّو النقاري إلغاء المراجع لهدف معين وهو أن هذا الكتاب هو عبارة عن عمل تركيبي في أفق ليبين أن هناك روحا تقتضي تعددا في التجسّد بالضرورة ولكنها كلها تشترك في بعدها التي تسمّى الروح،حيث تتجسد هذه الروح في أجساد وصور متعددة،ويعود هذا التعدد إلى اختلاف المجالات الثقافية والوقت والمناسبة التاريخية والتحولات الاجتماعية.

  يحتوي الكتاب على خمس فصول مع مقدمة وخاتمة،حيث قسّم حمو النقاري الكتاب انطلاقا من تحليله لفعل التفلسف،كون أن التعريف بأدوات التفلسف بيان'لروح التفلسف' التي يستمد منها الفكر الفلسفي قديمه وحديثه،حياته وحيويته،كون أن هدف الكتاب التعرف على بعض أدوات التفلسف والقدرة على إنجاز فعل تفلسفي خاص يستخدم أداة من أدوات التفلسف.

   ويختم النقاري كتابه بجملة من النقاط بين فيها أن التفلسف من حيث روحه مباح لكل بالعقلاء،ويتغلغل في جميع الأبحاث النظرية،ولا يعقل معارضة هذا الفعل حتى مع التعارض مع فلسفة ما،على أمل أن يكون هذا الفعل ذا منفعة وفائدة خاصة في المنحى التداولي والانفتاح على المجالات التداولية الأخرى.