الثّورة الجزائرية وكيف ألهمت مفكّري الشرق : علي شريعتي نموذجا .

الثورة الجزائرية وكيف ألهمت مفكري الشرق 
علي شريعتي  نموذجا


  • د. عبد الرزاق بلعقروز  جامعة سطيف 2       
يقول علي شريعتي عن الثورة الجزائرية  " انظروا إلى الجماعة العلماء التي قامت بإعلان الجهاد الفكري والاجتماعي و الثقافي، والعسكري وصارت سدّا في كل طريق في مواجهة الاستعمار الفرنسي ونفوذه الشامل، وأضرمت أول شرارة للحرية في قلوب الناس، وأنظروا إلى الشخصيات القومية لهذه الحركة من أمثال : عبد القادر رئيس القبيلة الذي حارب ثلاثين سنة، وبن بيلا وبن خدة وكريم بلقاسم وآيت احمد ومحمد حيدر، وهواري بومدين وعمر مولود وكتاب ومفكرين من أمثال: فرانز فانون وكاتب ياسين وزهرة ظريف وجميلة بوباشا . عجبا: كم هي مثمرة هذه الثورة ومُربّيةُ للمواهب وكم تصنع من البشر"[1]

  مقدمة : لاشك بأن الكلام عن الثورة الجزائرية ومفكّري الشَّرق، ليس من باب الكلام عن اهتمام نظري وتحليل تاريخي، والتزام عاطفي لا يتعدّى خطرات الفكر وتأملات الفكر، وإنّما الكلام عن شخصيات تلاحمت وجدانيا مع الثورة الجزائرية وانتقلت من دائرة النّظر إلى دائرة الفعل، وأبصرت في هذه الثورة وعيا ثوريا نوعيا تصنعه معجزة الإيمان والوعي، تلك المعجزة التي جسّدتها الثورة الجزائرية في تصدّيها للهيمنة  الإمبريالية الفرنسية،  وما قدّمته من دروس في فن الثورة وتكوين الوعي والمحافظة على الذّات الثقافية، وروحها الثوري الذي انعكس في ابجاس سخصيات فكرية وثورية من طراز رفيع، جعل من أفقها أفقا عالميا؛ ومن أفكارها جذوة للحركة والتأثير في النفس الخاضعة خاصة للقوى الاستعمارية الإمبريالية .
أولا : من هو علي شريعتي ؟
إن شريعتي هو مفكر إيراني، وقولنا مفكرا كي نتجنّب التصنيفات الجاهزة كنعته بفيلسوف أو عالم اجتماع أو مؤرّخ، فالفكر يستوعب كافة هذه النّشاطات المعرفية، ولد علي شريعتي في خراسان سنة 1313ه. الموافق لـــ : ديسمبر 1933، كان ابوه عالما من علماء إيران، أسس بالإشتراك مع علماء آخرين مركز الحقائق الإسلامية، وكان مناضلا منذ فترات شبابه،وقد تخرّج من كلية الآداب سنة 1958، وحصل على درجة الامتياز، ورغم نشاطه السياسي إلا أنه أرسل في بعثة إلى فرنسا سنة 1959، وتعد هذه الفترة من أخصب الفترات في حياته، وأكثر ملامسة وقربا من الحضارة الغربية التي كان يقرأ عنها، نال شهادتان في تخصصه العلمي: الأول في علم الاجتماع الدّيني، والثانية في تاريخ الإسلام، وفي فرنسا تعرّف على مناضلي العالم الثالث وعلى رأسهم : فرانز فانون وإيما سيزار، وشارك مشاركة فعالة في دعم الثورة الجزائرية، وقالم بنقل كتاب " معذّبو الأرض " إلى اللغة الفارسية لتكوين الوعي الثوري لدى الإيرانيين الذي وجده في كتاب فانون.
وفي منتصف الستينات عاد " شريعتي إلى إيران "، لكن ليس من أجل أن يترجم كتاب الوجود و العدم أو من أجل نشر قيم التنوير الفلسفي الفرنسية، وإنما عاد من أجل التنوير الدّيني وتحريك المياه الرّاكدة، وفي سنة 1969، كان شريعتي ينشط في حسينية الإرشاد أو بلغتنا المركز الثقافي، ونظرا لتأثيره القوي على الشباب الذي كان يحضر له، و الذي لا يقل عن ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف، اتخذ القرار بغلق حسينة الإرشاد سنة 1973، ويدخل السجن مدة ثمانية عشر شهرا، وفي سنة 1975 يتخل من أجله المسئولون الجزائريون، أثنا لقاء الصُّلح بين إيران والعراق في سنة 1975، كما ساند الثورة الجزائرية وقضيتها العادلة، الأمر الذي جعل وزير خارجية الجزائر آنذاك، عبد العزيز بوتفليقة، يتوسط له من أجل إخراجه من السجن زمن حكم الشاه، وذلك في سنة 1975، وتوفي في ظروف غامضة في سنة 1977، في لندن حيث استولت عليه قوات الشاه.
ثانيا: علي شريعتي و الاستعمار الغربي الفرنسي
إن علي شريعتي سافر من أجل العلم والمعرفة إلى باريس، لكنه لم يكن مجرّد طالب بارد بمشكلات العالم التي تحيط حوله، وإنما انخرط وبقوة في فعل التعبئة الثورية وتشكيل الوعي الثوري، وعقد صداقات مع مناظلي العالم الثالث أمثال إيما سيزار وفرانز فانون،  أو بعبارة شريعتي " بناء الذّات الثّورية"، وأكثر ما آلمه هو تلك التصريحات التي أصدرها رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي " موريس تورز"، الذي قال " إن الناس في الجزائر وإفريقيا وشمال إفريقيا ليسوا شعوبا بل إنهم لا يزالون في دور التكوين، أي أن سيطرة الاستعمار الفرنسي عليها ذات هدف، ولابد لهؤلاء أن يعيشوا في أحضان الإمبريالية الأم القاسية ويربوا على يديها من أجل أن يصيروا شعوبا متحضّرة، هذا هو فكر السيّيد الإشتراكي، ثم رأوا كيف أن هذه الأمة نفسها التي كانوا يطلقون عليها اسم الجرذ الصحراوي، كم من التغيير أحدثته في نفسها بمعجزة الوعي المقترن بالعشق و الإيمان"[2].
ثم يعقب شريعتي على فرنسا أو باريس، التي كانت مقاهيها منطلق الثورات في العالم الثالث، باريس التي كانت تفخر بالحرية والإبداع الفكري، وضمت فيها كل أطياف المجتمع  الإيديولوجية، باريس هذه يقول شريعتي أنه ذهب ذات يوم لإجل اقتناء مجلة ثورية إفريقية . فقيل إن وزارة الثقافة الفرنسية قد صادرتها لأنها ذات أثر منحرف وسيء في أفكار الشباب والمفكرين وأنها من عوامل الخطر. وهذا ليس إلا اثر على معجزة الوعي والإيمان.
لقد جعل شريعتي من أفكار الإشتراكيين مرمى لسهام نقده، ويقول بمرارة بأنه " لا يغفر حتى لثوريين من أمثال ماركس وبرودون، حيث كان الغرب في عهدهم ينهب الشرق ويستعبده بأكثر الطّرق وحشية وهمجية، لكنهم لم يعارضوا ذلك، بل انشغلوا بنظريات تهتم بكيفة توزيع الثروة في الغرب نفسه، بالصّراع الطّبقي هناك، أي اختلفوا على كيفية توزيع ثروات الشرق المنهوبة"[3]. ولم تتجاوز أفكارهم المجتمعات الغربية.
وقد صرخ في وجه رئيس الحرب الشيوعي الفرنسي الذي كان يتكلم عن سخاء الرأسمالية الذي منح لفرنسا الرفاهية، قائلا : سيّدي ليس سخاء الرأسمالية هو الذي منح البروليتاريا الرفاهية والنعمة، إنه الاستعمار، هو الذي جعل البورجوازي الغربي رأسماليا، وما لم تفهمه الاشتراكية والماركسية أن استعمار أفريقيا وعلى رأسها الجزائر، هو الذي كون الرأسمالية العظمى في أوربا وليس استغلال البروليتاريا الأوروربية . وعندما بدأت الحركات الثورية باسم الحقوق، وزعت عليه الرأسمالية ما التهمته من ثروات الجزائر و الإفريقين.
وقد اشار شريعتي بعين الناقم على الحزب الشيوعي في فرنسا، ففي الوقت الذي كان الشباب الفرنسيون يعترضون على الذهاب إلى الجزائر، بشل عضو من أعضائهم، أوحقن أنفسهم بميكروبات، امتنع هذه الحزب عن إدانة هذه الحرب المجرمة، وقد كان يضم في أعضائه اكثر من 6 ملايين عضو، بل إن الشيوعيين الجزائريين قد امتنعوا أدانوا في بيان رسمي ثورة جبهة التحرير والجيش الجزائري، واتهموهم بانهم جماعة من الرجعيين واللاثوريين، واقترحوا عليهم البقاء تحت نير الاستعمار حتى تقوم البروليتاريا بثورتها وتأتي لكي تحررهم من جديد، وسيتحقق هذا يوم أن يأتي موسم تسافد القطط أو موسم حصاد المياه .
" لقد اهتم شريعتي بما يجري في الجزائر اهتماما بالغا، لأنه لم يجد نفسه بعيدا عن نظال الشعب المسلم هناك، بل يرى نفسه شريكا مع المصير الذي يناضلون من أجله، بل يرى نفسه شريكا مع المصير الذي ناضلون من أجله. كانت الثورة الجزائرية الدامية ينظر إليها من زاوية أخرى، وهي اعتراف العدو قبل الصديق بكونها نموذجا للكفاح ضد الإمبريالية "[4].
ثالثا : علاقته  بفرانز فانون وهم التحرُّر من الاستعمار الفرنسي :
لقد ساهمت علاقته بالطبيب النفسي فرانز فانون، الآتي من أهالي مدينة مارتينك، في جزر أنتيل، الذي انضم إلى صفوف الثورة الجزائرية، وكتب مؤلفات مهمة منها : معذبو الأرض، والسنة الخامسة من الثورة الجزائرية.
وقد كتب مقالة عن عن فرانز فانون ووصف كتابه معذبو الأرض، بأنه تحليل نفسي عميق عن الحالة النفسية والاجتماعية للثورة الجزائرية وقدمه باعتباره هدية للمناضلين الإيرانيين آنذاك.
وقد أعجب علي شريعتي كثيرا بما نقله فرانز فانون عن الوضعية النفسية للمجتمع الجزائري، الذي كان يقول أنه عندما تأتي فرق التَّطعيم، لا يرحبون بها، ويفرون إلى الجبال ولا يعودون إلا بمغادرة هؤلاء الغرباء، كانوا يقدمون معلومات خاطئة لهم، وفانون كما هو شريعتي يقول عن سلوكات هؤلاء الجزائريين أصحاب القرى والمداشر؛ " أنه رد فعل منطقي وطبيعي وإيجابي، لمجتمع أحس ويحس دائما أنه مجال لهجوم الأعداء والخطر و الإغارة، والجريمة، والدليل أن الجسد حتى أنه عندما يتعرض لأذى ينكمش على نفسه، هذا هو نوع من ردود الأفعال في مواجهة الخطر، والدفاع و الهروب من الخطر أمر إيحابي بنفس قدر الهجوم على العدو و مطاردته، هذا السلوك الاجتماعي المتناقض الذي يبدو في عيون أنصاف المفكرين العصريين تماما علامة على الرجعية و الجهل وعبادة الخرافة، هو في عين المفكر الكامل نصف العصري دليل على حياة القوام الاجتماعي ووجود القوة وإمكانية المقارمة ورد الفعل في مواجهة الهجوم والخطر، وفي النهاية هو ضمان الاستقلال المعنوي، والثقافة والشخصية التاريخية، والوجود القويم لمجتمع جاهد الاستعمار الفرنسي طيلة مائة وعشرين سنة، بقوته العلمية والاقتصادية وثقافته وحضارته، في تحطيم أسسه وقواعده، وإلغاء وجوده وتذويبه في قلب المجتمع الفرنسي "[5] .
ويقدم علي شريعتي السَّبب الكامن خلف فشل سعي فرنسا الذكي من أجل خلق جزائر فرنسية ؟ إنه بكلمة واحدة حسب تعبيره : التعصُّب، الذي كان الحصن الحصين الحائل بين الاستعمار وما بين التوغُّل في قلب المجتمعات الفرنسية، ومن الأساليب التي ركّزت عليها الدوائر الاستعمارية تواليا : إنهاء الوظيفة الاجتماعية والثقافية لمؤسسة الأوقاف في الجزائر، تدهور أماكن العبادة والمعالم الإسلامية، تدهور منظومة التكافل الاجتماعي، تهميش دور مؤسسة القضاء ألإسلامي إيقاف الوظيفة الإيجابية للزوايا، محاصرة الدين الإسلامي وتجهيل الجزائريين به، القضاء على المرجعية الدّينية، التدخُّل القسري في الحياة الدّينية، إضعاف اللغة العربية، إشاعة التلويث الأخلاقي في المجتمع العام، تغريب المحيط بفرض الطابع المسيحي"[6].

ثالثا : إعجابه بالبعد الإنساني لدى قادة الثورة الجزائرية
في كتابه مسؤولية المرأة أشاد علي شريعتي في سياق حديثه عن تعدُّد الزَّوجات في الدّين الإسلامي، ومن أنه ليس مسألة فردية تخص رغبة إنسان في الإكثار من النساء؛ بقدر ما أن تعدد الزوجات نتاج ظروف ولها أبعاد إجتماعية؛ أشاد بما قام به قادة الثورة الجزائرية عندما لاحظوا سقوط الشُّهداء بسبب الخسائر التي يتكبّدها المجاهدون في المعارك، وأمرهم بأهمية أن يتزوج المجاهدون النساء اللواتي سقط أزواجهم شهداء في معركة التّحرير. يقول شريعتي " واستندت إلى وثيقة حيّة وهي عبارة عن كتاب من مجلدين أصدرته جبهة التحرير الجزائرية أبان حربها ضد الاستعمار، خلال الفترة من سنة 1954 إلى سنة 1961، والكتاب تحت عنوان " الجزائر من خلال لوثائق " ويضم بين دفته مجموعة البيانات التي أصدرتها الجبهة حينذاك. ويبدو من المثير هنا أن نطرح على بساط بحثنا ما تضمنه أحد تلك البيانات، لأنخ يكشف عن ستار الضرورة الاجتماعية لتعدد الزوجات، وخاصة إذا كان المجتمع يخوض جهادا بلا هوادة ضد الاستعمار أو ضدّ الاستبداد. أشار ذلك البيان إلى الخسائر التي يتكبدها المجاهدون وكثرة من يسقط منهم شهداء في المعارك، وإن من أكبر المآسي التي برزت آنذاك هي أن الشخص الذي يستحق الحياة أكثر من غيره يقّدم حياته فداء لعقيدته ولأمته، ويبقى أولاده وزوجته بلا كفيل ولا معيل. وهذا ضلم فادح لا يفوقه ظلم. وانطلاقا من هذا الواقع أصدرت قيادة الجبهة أمرا حضّت فيه المجاهدين سواء المتزوجين منهم أم العازبين على الزواج من أرامل الشهداء وليحاولوا جهد الإمكان الزواج بنساء لديهم أكبر عدد من الأيتام. وحثت الجبهة في ختام بيانها المجاهدين، حتى و إن كانوا متزوجين ولديهم أولاد، على الزواج من أرامل الشهداء لغرض تكفل أبنائهم. وهذا يدل على أن قضية تعدد الزوجات حالة تقضيها ظروف معينة في المجتمع وفي زمن معين، وتختلف طبعا عن الحالات الفردية "[1].
وبهذا، ألهمت الثورة الجزائرية علي شريعتي بأن تكون أفعال المجاهدين منطلقا للاستدلال وتقديم المبررات التي يدافع عنها علي شريعتي، لأنه لا أفصح ولا أقوم من لسان الفعل و الحال، وليس لسان النظر و المقال.



رابعا : ما الذي نستفيده من صداقة علي شريعتي للثورة الجزائرية :
من خلال ما عرضناه من مواقف لعلي شرعتي من الثورة الجزائرية، فإننا نستخلص ما يلي :
·       أن هذه المواشجة أو هذا الحضور للثورة الجزائرية في وحدان شريعتي، كان يعد بالنسبة له الشاهد الأمثل على  إرادة تحرر الشعوب من قوة الإمبريالية، وكيف أن التعصب الذي وجده عند الجزائريين يعد أسلوبا نموذجيا من أساليب المقاومة .
·       أن ترجمة أجزاء من كتاب فرانز فانوزن إلى الفارسية كان الهدف منه هو الإعداد الثوري للثورة الإيرانية التي اندلعت بعد وفاة شريعتي بسنتين، فهو قدم  نموذجا حيا على إمكانية التحرر من قوى الاستبداد التي كان رمزها شاه إيران : محمد رضا بهلوي، وتأثر بتصوير فانون للحالة النفسية والإجتماعية للثورة الجزائرية.
·       أنه كان يرى في أسماء الكتاب الجزائريين والمناضلين الثوريين الذين ذكرهم ككاتب ياسين، والأمير عبد القادر، وزهرة ظريف، وفرانز فانون، وجميلة بوحيرد، أثر لعظمة الثورة الجزائرية التي أنتجت للعالم أمثال هؤلاء القامات في الفكر والمقاومة .






 علي شريعتي، العودة إلى الذّات، ترجمة أبراهيم الدسوقي شتا، بيروت : الزهرا للإعلام العربي، 1986، ص 184.[1]
 شريعتي، العودة إلى الذّات، ص 32.[2]
 فاضل رسول، هكذا تكلم علي شريعتي، بيروت : دار  الكلمة للنشر، 1986، ص 82.[3]
 ابراهيم الدسوقي شتا، في تقديم كتاب : مسؤولية المثقف، علي شريعتي، بيروت : دار الأمير، 2005، ص 25.[4]
 علي شريعتي، العودة إلى الذات، ص 132.[5]
[6] أنظر، الطاهر سعود، الحركات الإسلامية في الجزائر (الجذور التاريخية والفكرية) الإمارات العربية المتحدة : مركز المسبار 2012، ص من  223، 237
 علي شريعتي ، مسؤولية المرأة، ترجمة خليل الهنداوي، بيروت : دار الأمير 2006، ص 70.[1]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحسين التَّقبيح وتقبيح الحسن : حول صناعة المحتويات السَّافلة

في سؤال التغيير عبد الرزاق بلعقروز

التَّجربة و الآفاق الإدراكية الواسعة ..... عبد الرزاق بلعقروز