المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2017

مالك بن نبي وفريدريك نيتشه: ما الذي جعل فيلسوف الحضارة يهتم بفلسفة السائل الكبير ؟

صورة
إن مالك بن نبي  (1905-1973) قد هزّته الصواعق النيتشوية ووجد حلولا لمشكلات فكرية عند زرادشت، وافتتح نصوصه باقتباسات مختلفة مأخوذة من المتن الفلسفي النيتشوي، وفهارس أعلامه لا تخلو جميعها من تواجد اسم نيتشه بينها. إن تواجد اسم نيتشه في المدونة الفكرية لمالك بن نبي، يدخل في إطار اطلاعه على الفلسفة الغربية بعامة، وتشغيل عُدّة مفاهيمية مُكَثَّفة من أجل نقد الحضارة الغربية من جهة ومن أجل البحث عن الدُّروب التي تجعل العالم الإسلامي يستأنف رسالته التاريخية بالدخول إلى دورة حضارية جديدة من جهة أخرى، فنجد في متنه الفكري  القانون الأخلاقي الكانطي " القيام بالواجب قبل المطالبة بالحقوق"، وأولوية عالم الأفكار في التغيير الحضاري لدى هيجل، والقيمة العملية للفكرة بخاصة لدى جون ديوي، ونيتشه الذي هو مدار سؤالنا في هذا المقام . يشير مالك بن نبي إلى أن لقاءه الأول بنيتشه كان متوازيا لتعرفه على سبينوزا، في فرنسا من 1930 إلى 1939 أين كان يُجالس الكاتب الجزائري " حمودة بن الساعي " مجالسة نقاشية حول هم التخلف ومسالك التحضر " وعلى كل كان صديقي في حاجة إليَّ ليقرأ عليَّ الوريقات ا...

الفلسفة والعنف من واقع العالم القَابيلي إلى مثال العالم الهابيلي د عبد الرزاق بلعقروز

صورة
    صدر مؤخرا كتاب "طه عبد الرحمن"2017، الموسوم بسؤال العنف بين الإئتمانية والحوارية، وهو كتاب يعالج ظاهرة العنف في العالم الماثل اليوم، ولو أن العنف ليس إلاّ المجال الذي طبّق فيه منظور الفلسفة الإئتمانية التي فتحت أبوابا في التَّفلسف غير معهودة.  إنَّ مبرر اشتغال الفيلسوف بالعنف؛ تأتي من سياق الاشتغال بضده أي العقل، والعقل يستتبع التَّعليل والتّدليل، كما يستتبع العنف التَّسيس و إرادة التسيّد في العالم، وعليه؛ فإنّ الفيلسوف الذي يبني الدَّليل ويصوغ الدَّعاوى ويحشد الحجج؛ سيكون في صورة متعارضة، مع الجهود التي تُغيّب الدَّليل ومستلزماته في الحوار والحِجاج والمحاورة؛ أو بعبارة مختصرة؛ في صورة مُتعارضة مع العنف، فالعقل الذي هو لسان حال الفيلسوف، والحوار منهجه في التَّواصل، وتفتيت إرادة العنف مقصده؛ سيكون باليقين ضَديد العنف واللاَّحوار وحبُّ التسلّط، وكأن فيلسوف الإئتمانية أوكل إلى الفيلسوف مهمة إصلاح العالم العنيف؛ وقَبْله إصلاح نفسيته العنيفة ببنائها فكريا وأخلاقيا. لقد لفت "طه عبد الرحمن" النّظر من بدايات مشروعه؛ إلى أهمية الحوار وإتقان لغة الحجاج و الدّ...