حوار الأديان .. من وجهة نظر المنهج المركب.. د عبد الرزاق بلعقروز

إن ظاهرة الأقوال الكثيرة حول ضرورة حوار الأديان في عالم اليوم، في المجال: الدّيني والسياسي والفكري.. تؤكد على جملة من الحقائق الهامة التي من الأَوْلَى الإشارة إليها، وفي مطلع هذه الحقائق، تراجع الرؤية الحداثية إلى العالم، التي جمَّدت الدّين في نطاق خاص، وأبصرت فيه جملة من الاعتقادات التي تعوق حركة الإنسان نحو التقدم؛ وتشكَّلت ثقافة العلمنة التي ترى في البشر، أنهم جماعة من المواطنين و ليسو جماعة من العبيد؛ وطردت الدين من المجال العام، ليستقل العقل الإنساني بعدها في تدبير الشّأن السياسي، إلا أنّ هذه الصيغ لم تعد تتمتع بالوجود السَّعيد لذاتها، لأن الدّين يعود اليوم ضمن حقبة جديدة يسميها " يورغن هابرماس" بـــــــ حقبة : مجتمعات ما بعد العلمانية، التي تحفظ للدين قيمته، وتؤكد على دوره في المجال العام؛ لأن الأديان -برأي هابرماس- باتت تجتذب الجماهير أكثر من أيّ شيء آخر. والحقيقة الثانية، أن كثرة الأقوال حول حوار الأديان كمحدّد حسَّاس في تدبير العلاقات بين الناس، ونشوء ما يسمى في المعجم السياسي، بالديبلوماسية الدّينية، يؤكد على أنّ الطبقة العميقة في جيولوج...