المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2021

.الكتاب إرشاد للعقول التّائهة و علاج للأنفس التّالفة.. عبد الرزاق بلعقروز

صورة
ليست القراءة في الكُتب مجرَّد استجلاءِ للمعاني الفكرية أو استقصاءا للحقائق الواقعية، إنّها تخط فينا طبيعة رؤيتنا إلى العالم وكيفية الفعل فيه، فالحضارات القائمة والحضارات المندثرة بدأت سفرها في الوجود انطلاقا من الكتاب، فدوما هناك الإقرار الخالد : في البدء كان الكلمة. إنَّ الكتاب ليس هو تلك التَّوليفات الورقية أو الرُّموز المرسومة، إنه يحمل روحا لطيفة وقُدرة نافذة تخترق قلب الإنسان؛ فتحوله إلى شخص ذي مبدأ ورسالة في الحياة.  إنَّ الكتاب يُغَير القارئ أوَّلا، ويخلق في وعيه حرارة المعرفة، ويَدفع به إلى الفعل و الأثر في الواقع ثانيا، وكم يقُصُّ علينا التَّاريخ نماذج حضارية وإنسانية؛ كان الكتاب هو الأثر الحاسم في تغييرها، فميلاد الأديان ارتبط دوما بالكُتب، التَّوراة في اليَهودية والإنجيل في المسيحية والقرآن في الإسلام، وفي التراث الفكري كانت الكتب دوما عوامل تغيير ووسائل   ناجعة لاستخراج الكنوز الدّفينة من ذات الإنسان، وبواعث معينة على استكداد الفكر واستثبات ّالسلوك على قيم التعلُّم؛ فالكتاب في الأصل هو من يقرؤنا ويعيد تجديد حياتنا، ولسنا نحن من نقرأه، إن القارئ الحقيقي هو الكتاب، و...

من معرفة الحداثة إلى مشكلة الحداثة قيمة الكونية د عبد الرزاق بلعقروز

صورة
مفتتح  إن مساءلتنا لمسألة حدود الكونية والخصوصية لمشروع الحداثة الغربية، يتأتّى من مُسؤّغ جملة التحوّلات الكبرى التي حايثت تجربة هذه الحداثة، ونقلتها من كونها بديهية أو حقيقة يقينية إلى مشكلة وعائق ومآل عدمي ومأساوي، أو بعبارتنا : من معرفة الحداثة إلى مشكلة الحداثة. إن حقبة معرفة الحداثة تختصّ بانجذاب نحو مبادئ وأسس ومعايير ومُثُلا رسمتها خُطاطة التّنوير وانفعالات العصر الحديث، هذا الانجذاب سببه النّجاحات التي انبجست مع تحوُّلات العصر الحديث، أي نجاح العقلانية والرّصد التّجريبي للعالم، ومصفوفة المنافع التي حصل عليها الإنسان الغربي من خلال غزوه العقلي للطّبيعة. وحقيق بنا القول؛ أنّه نجاح لا يقارن إلا بالحقبة التي سبقت حقبة العصور الحديثة، إنُّه نجاح يُقارن ويفاضل بين أسلوبين من أساليب الحياة، أسلوب العصور الوسطى الزّاهد في خيرات هذا العالم والمحتقر لقيمتها الحسية، والباحث عن القيمة الكبرى في العوالم الأُخروية، وبين هذا الأمل والأفق الجديد التي استعاد للأرض قيمتها وللعالم المادي مجده الضاّئع، وللعقل فضاءه الحقيقي الذي يشتغل فيه، ونظرا لهذا المسعى الامتلاكي أضحت الحداثة بمبادئها : ا...