المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2021

مقومات التعارف وقيمه .. عبد الرزاق بلعقروز

صورة
فاتحة التحدي  :    تَمُرُّ المجتمعات الإنسانية المعاصرة بأحوال؛ يمكن صرف القول حولها والإقرار فلسفيا بأنها: أحوال قَلِقَة  ! ومنبع هذا القلق أن الإنسان المعاصر رغم أنه استطاع تقليص الزَّمان والمكان بمخيّلته العلمية، إلا أنّ مخيلته الأخْلاقية لازالت في مرحلة لم تبلغ فيها حالة النُّضج والرشّد [1] ، وتظهر هذه السّمة، فيما نراه من أشكالِ للعنف الرَّمزي والمادي في مستوى التَّحقُّق الواقعي، وفكريا فيما نبصره من كثرة التَّنظيرات الأخلاقية التي تُجاهد لأن تُبرم تعاقدات أخلاقية جديدة؛ تتصالح بموجبها الإنسانية في ذاتها وأغيارها المكونة لها، وفي هذا يقول أحد المهتمين بالسُّؤال الأخلاقي في الفكر المعاصر " نحن نَعيش في حقبة، باتت فيها القيم الأخلاقية تثير أسئلة صعبة، ونشهد أيضا تحولات اجتماعية وثقافية كبيرة، تُغرقنا في اللاّيقين، يجب علينا رفع هذه التحدّيات ومواجهة المشكلات الخفية، ومع هذا كلّه، فإنّه لا يلوح لنا من أجل تحقيق ذلك (أي رفع التحديات ومواجهة المشكلات) أنّ بحوزتنا نظاما في القيم الأخلاقية صَلبا ومتناسقا [2] ؟. ومدلول هذا، أن الحياة الأخلاقية للإنسان ليْست بخير، و...

معنى ثقافة ما بعد الأخلاق méta-éthique سلسلة مفاهيم عبد الرزاق بلعقروز

صورة
méta-éthique ثقافة ما بعد الأخلاق   داخل هذه الكلمة المركبة، تتداخل معانٍ من مجالات معرفية فلسفية، وأخرى ثقافية ترسم أسلوب الحياة وفلسفتها، فالمجال المعرفي هو مَدلولها كما يتعيَّن في المعاجم الأخلاقية ودراسات فلسفة القيم؛ أما المجال الثقافي فهو الأقرب إلى أسلوب الحياة المتعيّن، وسنشير إليه بعد أن نستكمل المدلول المُعجمي. "فما بعد الأخلاق في مدلولها الاصطلاحي تتَّجه نحو التَّمايُز عن الأخْلاق المعيارية، فهي لا تهتم بما هو "أحسن" بل بمدلول كلمة "الأحسن"، والكلمات الأخرى من نفس الصِّنف: مثل "عدل"، "صدق"... إلخ. هذه الانشغالات لا يمكن -ولا تستطيع- أن تكون لسانية محضة؛ لأنَّ التَّحليل الدِّلالي للمصطلحات الأخلاقية الأساسية يؤدي حتمًا إلى فحص المشاكل التي ليست كذلك، إنَّه يتعلَّق بأسئلة مفاهيمية، إبستمولوجية، دلالية، نفسية، أنطولوجية (مبحث الوجود)، وتُعدُّ الأكثر مناقشة وتداولًا، وهي: ●      هل يمكننا استمداد أحكامنا الأخلاقية من أحكام واقعية؟ ●      كيف نبُرِّر أحكامنا الأخلاقية؟ ما هي مدلولات كلمة الخير؟ ●      هل ب...

معنى مكارم الأخلاق سلسلة مفاهيم .. عبد الرزاق بلعقروز

صورة
  تتباين معاني الجملة المركَّبة "مكارم الأخلاق" من حيث ما تحتويه من قيم خُلقية محمودة،   وقلَّما نجد من يقف على حقيقتها ومعناها على طريقة الحد المنطقي أو الرّسم التّعريفي، وفي المقابل نجد من يعدّدُ فوائدها ويُكْثر من الإشادة بها، من حيث إنّها ضرورية وأساس العلاقات الاجتماعية بين الإنسانية التي لا يمكن حصرها في تبادل المنافع الاقتصادية من غير مكارم الأخلاق، والقول الأكثر معقولية أن استخدام "مكارم الأخلاق" يُراد به الأخلاق المحمودة التي يؤسّس لها الشَّرع ويقتبسها العقل، وعليه جرى وضع هذا المصطلح لكي يكون مُعبرًا عن الفضائل الأخلاقية المحمودة، بما أنَّ لفظ الخُلق يدخل في معناه كل من الصّفات السيّئة والصفات الحسنة التي تصدر عن الحال أو الهيئة التي عليها الصورة المعنوية للإنسان. والقارئ لما جاء في المدونات الأخلاقية يتلمّحُ هذا الإظهار لمكارم الأخلاق، من حيث تعديد الأفعال وليس من حيث استقراء الماهيات، مع إجراء المفتتح في الغالب بالإشارة إلى الحديث النّبوي الشريف "إنّما بُعثت لأتمّم مكارم -وفي رواية- صالح الأخلاق" [1] ، ثم الانتقال إلى جمع هذه المكارم في أفعال...