مقومات التعارف وقيمه .. عبد الرزاق بلعقروز

فاتحة التحدي : تَمُرُّ المجتمعات الإنسانية المعاصرة بأحوال؛ يمكن صرف القول حولها والإقرار فلسفيا بأنها: أحوال قَلِقَة ! ومنبع هذا القلق أن الإنسان المعاصر رغم أنه استطاع تقليص الزَّمان والمكان بمخيّلته العلمية، إلا أنّ مخيلته الأخْلاقية لازالت في مرحلة لم تبلغ فيها حالة النُّضج والرشّد [1] ، وتظهر هذه السّمة، فيما نراه من أشكالِ للعنف الرَّمزي والمادي في مستوى التَّحقُّق الواقعي، وفكريا فيما نبصره من كثرة التَّنظيرات الأخلاقية التي تُجاهد لأن تُبرم تعاقدات أخلاقية جديدة؛ تتصالح بموجبها الإنسانية في ذاتها وأغيارها المكونة لها، وفي هذا يقول أحد المهتمين بالسُّؤال الأخلاقي في الفكر المعاصر " نحن نَعيش في حقبة، باتت فيها القيم الأخلاقية تثير أسئلة صعبة، ونشهد أيضا تحولات اجتماعية وثقافية كبيرة، تُغرقنا في اللاّيقين، يجب علينا رفع هذه التحدّيات ومواجهة المشكلات الخفية، ومع هذا كلّه، فإنّه لا يلوح لنا من أجل تحقيق ذلك (أي رفع التحديات ومواجهة المشكلات) أنّ بحوزتنا نظاما في القيم الأخلاقية صَلبا ومتناسقا [2] ؟. ومدلول هذا، أن الحياة الأخلاقية للإنسان ليْست بخير، و...