المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2018

الواجب الأخلاقي و الشر السائل د عبد الرزاق بلعقروز

صورة
  تمتلك كلمة الواجب قيمة معتبرة في الحياة الأخلاقية للإنسان، إذ أنه بفعل الواجب يكون بادئا ومبادرا وفاعلا وغير مُنتظر لمبادرات الآخرين؛ لأن الواجب هو الفعل ليس   استجابة لمنفعة عاجلة، أومنفعة فردية، بل إنّ دافعه الجوهري هو الحافز والقانون الذي يعطي للأفعال صفتها الأخلاقية؛ وقد عرف الواجب صورة التأسيس النّظري كمشرّع للفعل الخلقي مع الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، الذي عاند ودافع به ضدَّ المذاهب الأخلاقية التي تنتصر في تعاليمها للمنفعة ولقانون حساب اللذّات؛ في إعراض تام عن الفعل الأخلاقي الذي تحرّكه دوافع الروحانية والأخلاقية الخالصة .     إن الواجب مع الفيلسوف الألماني   "إيمانويل كانط" يعد هو المشّرع للفعل الخلقي الصحيح؛ انطلاقا من المعايير الذّاتية للعقل العملي، وليس إنطلاقا من سلطة المجتمع أو أيّة سلطة أخرى ولو كانت متعالية؛ ودليله على ذلك هو؛   كما أنّ العقل النّظري حاويا على مبادئ تنظيم المعرفة بصورة مبدئية، فإن العقل العملي يماثله في هذا الإحتواء على مبادئ للعقل العملي مستقلّة عن ضغط الدّوافع و الميول. وبهذا، لا يمكن للإنسان في فعله الأخلا...

في أيّة مرحلة يعيش الإنسان المعاصر وأيّة وُجهة يقصد ؟د .عبد الرزاق بلعقروز

صورة
     إن الذي دفع بنا إلى كتابة قول حول الإنسان الحديث وتقويمه على حسب مراحل الحضارة الثلاث التي سنشير إليها، هو كون الإنسان المعاصر لنا لم يعد إنسانا محدودا بسكنه الجغرافي ومساره التاريخي، إنما أضحى نموذجا خُلقيا ومثالا ذهنيا، يقطع المسافة المكانية و الزمانية، لكي تتلقَّاه المجتمعات التي تقع خارج دائرة الوجود الأصلي، وهذا الإنسان المعاصر لنا لم يعد إنسانا فقط منوجد في المجال التداولي الغربي، بل إن ثقافات أخرى امتصَّت قيمه الفكرية و السُّلوكية، وتشرَّبت صورته الباطنة و الظاهرة، فبات إنسانا رحَّالا في شعب الثقافات برمتها. لكن ما هو حال هذا الإنسان الذي أضحى فكرة تطوي المسافات وتفرح به القلوب؟ هل فعلا هو النُّموذج الخلقي و المثال الذهني أو الفكرة الرحَّالة التي تعكس النُّموذجية الإنسانية في رئاستها في الوجود؟ ماذا لو تبيّن أن صورة هذا الإنسان في حقيقتها لا تحمل إلاّ الشكل الخارجي من الآدمية، بينما في داخله نموذج لحياة أخرى دخلت في حالة النسيان للمعنى الحقيقي الذي تتركّب منه الماهية الإنسانية؟ وهي ماهية ذات طبيعة روحية خلقية نساها هذا الإنسان وضيّع خلقته الأصلية، ...