مولد النور الخالد....التجدُّد في كل مولد أو في جماليات المولد النبوي

"فلنجعل يوم ولادته من كل عام نعزم فيه على تجديدنا تجديدا روحيا وعقليا وأخلاقيا وعمليا وتاريخيا، تجديدا إسلاميا محمديا في جميع ذلك. لنولد في عامنا الجديد ولادة جديدة، وهكذا نُجدّد ونتجدّد في كل ذكرى مولد، علينا أن نتفقّد عقائدنا وأخلاقنا وأعمالنا ونعزم فيما اندثر على التَّجديد، ولنعين بعضها ولنجعله على الخصوص محل العناية الكبرى بالتّجديد منا، حتى نحاسب أنفسنا عليه في الذكرى الآتية " عبد الحميد بن باديس، مجالس التذكير، ص 297 . سنحاول في هذه المقالة أن نتحدّث في الذّكرى العزيزة على الإنسانية على ضوء الكلام في دواعي هذا الاحتفال وفي الصّلة الممكنة التي تكون بين هذه الاحتفالية وبين واقع الأمة الإسلامية اليوم، وحاجات الإنسانية وكيف تكون لهذه الذّكرى العزيزة على قلب الإنسانية كلها دليل عمل جديد، ونفحة من النَّفحات التي تنهض الهمم وتقوّي الإرادات وتغسل القلوب من جديد بماء الحياة ونسغ الارتقاء، لأنه وكما تطالعنا علوم الإناسة " الأنثربولوجيا"، من أن إعادة إحياء الرُّموز الثقافية التَّاريخية وبعث الحياة فيها، يجدّد الإرادة ويلهب الحماسة في القلب، فالعودة إلى من...